الاثنين، 29 أبريل 2013

إسبوع الألام 2013

اسبوع الألام, قصص من وحى الإنجيل, أسبوع عاشه يسوع كان الأخير ليه على الأرض و كان الأهم للبشر بحسب الإيمان المسيحي.....  اتكلمنا جد؟ نهزر بقى شوية D: 

بتبدأ الناس فى الإهتمام ليلة "احد السعف" اللى هو حد الزعف زى مابنقول بالبلدى, و بما اننا هنتكلم بالبلدى و زى مابنقول ازبانيا على اسبانيا هنقول زعف على السعف...
يوم حد الزعف هو ذكرى دخول المسيح مدينة أورشاليم -اللى هى القدس دلوقتى- و ده دينياً بيتعامل على انه عيد زى عيد الميلاد و القيامة بس اجتماعياً مش واخد حقه... وبالمناسبة انا متضامن معاه لحد لما ياخد حقه. -.-
 

قصة دخول المسيح أورشليم فى 2013....
كان ياما كان يا سعد, يا بيشوي, يا إكرام ويامحمد عشان الوحدة الوطنية و القصة تعدى م الرقابة وكدا.. فى يوم من أيام الأحاد -احاد و عشرات و مئات- صحى يسوع من النوم و قفشت معاه يدخل أورشاليم عشان يحضّر لمراسم الإحتفال بعيد الفصح اللى هو أخر الإسبوع ده, فقال لإتنين من تلاميذه ال12 روحوا عند بيت مش عارف مين هتلاقوا حمار و جحش -الجحش ده اللى هو ابن الحمار- مربوطين فكوهم و هاتوهم و لو حد بلطج عليكم قولوله "الرب عايزهم", التلاميذ عملوا زى ما يسوع قالهم بالظبط و يسوع و باقى التلاميذ كانوا مستنيينهم فى الباركينج بتاع الريست على بوابات أورشاليم.
المهم بقى الشباب التلاميذ جابوا الحمار و الجحش و ودوهم للمسيح على بوابات اورشاليم بس مخرجوش بالحمار برة البوابات عشان ميدفعوش كارتة..
المسيح ركب على الحمار. "رتويت بشدة", و الوقت ده زى ماقولنا اليهود كان عندهم عيد اسمه عيد الفصح و القدس كانت أزحم من العتبة عندنا.
يسوع دخل من بوابات أورشاليم و سط تلاميذه و أهل المنطقة لما سمعوا عملوا فرح عشان كانوا سامعين عن يسوع سمع خير و انه حد جميييييييل, وقعدوا يقطعوا زعف النخل و يقلعوا قمصانهم و يفرشوها على الأرض عشان المسيح يعدى عليها.. كانوا بيعاملوه على انه ملك منتصر.
 
قعدوا يهللوا و يقولوا "خلصنا يابن داوود" و "مبارك الأتى بإسم الرب" كانوا متديينين فشخ زيينا.
فالكهنة بتوع اليهود اتغاظوا و نفسنوا على يسوع عشان الناس كلها بتحبه و بتسمع كلامه وهينفضولهم فقعدوا يزعقوا و يقولوا للناس تسكت وتقفل بقها, المسيح بقى خد باله و راح رزعهم كلمة و قالهم "لو سكت هؤولاء ستتكلم الحجارة" و الناس فرحت و قعدت تهلل أكتر و توتة توتة خلصت الحدوتة ^_^

المسيحيين بقى على مر العصور يوم ذكرى دخول المسيح القدس يروحوا الكنيسة الصبح و يشتروا زعف و يجهزوا مقصاتهم و يفضلوا يعملوا خواتم و صلبان و يلعبوا بالزعف. :)
 
--------------------------------------------------
المسيح كان عامل لكوبارات اليهود خورم فى دماغهم و كانوا كل شوية يتكاتروا عليه و عايزين يزنقوه فى الأسئلة عشان ميعرفش يجاوب و يخلصوا منه, بس هو كان هارشهم و كابسهم على طول بإجاباته.

يوم الإتنين...
يوم الإتنين المسيح معملش حاجات كتير, شجرة تين, و الهيكل, و شوبينج فى اورشاليم.... ركزوا.

كان ياما كان يا سعد يا بيشوى يا إكرام و يا أحمد اخو محمد بتاع المرة اللى فاتت عشان ميزعلش. 
المسيح كان فى جولة مع تلاميذه و وهما ماشيين شافوا شجرة تين كبيرة و مليانة ورق كتير و مفرعة و شكلها جامد فشخ, فقال تعالوا نجيب ثمر تين من الشجرة ناكلها حاجة كدا من خير الطبيعة -عشان الملاحدة ميزعلوش- فيسوع خد التلاميذ وراحوا للشجرة و قعدوا يدوروا على ثمرة مفيش ثمررررة واحدة مفيش ملاقوش غير ورق بس, راح يسوع اتنرفز فشخ و لعن الشجرة و اول لما لعنها راح الورق الكتير فشخ بتاعها كله وقع و بقت قرعة, المهم المسيح كان عارف ان الشجرة مافيهاش تين عشان ده ماكنش أوان التين اصلاً بس مدكن.
بعد كدا اكتشفوا ان الحوار كله رمزى و الحركة دى وراها هدف
يسوع كان عايز يعلم الناس ان ممكن تلاقى حد جمييييييييل وباين انه خلاص هيطلعله جناحات و يطير زى الملايكة او ينزل زيت باكم :"D بس اول لما تقرب منه و تدور على ثمار الإيمان اللى هو فيه ده متلاقيش حاجة خالص... حاجة شبه اللى احنا فيه دلوقتى, صلى و صوم و اعمل زبيبة صلاة ف دماغك او علق صليب فى رقابتك المهم تعاملك مع اللى حواليك ازاى؟ بتقدم ايه؟, واحد يطلع يقولى "وما ذنب النباتات؟!" الرد ببساطة "ايه اللى ودا شجرة التين هناك؟!". -.-


 بعد لما يسوع لعن الشجرة راح على الهيكل, الهيكل ده اللى هو هيكل سوليمان اللى اليهود و المسلمين بيتخانقوا على مكانه وعاملينلنا قلق ف المنطقة.
يسوع لما دخل الهيكل حس انه داخل سوق الجمعة, ناس بتبيع و ناس بتشترى حاجة كدا شبه المشهد اللى بيبقى قدام كل جامع كبير بعد صلاة الجمعة, لقى الناس بتبيع و تشترى حمام و فراخ و صابون سايل حاجة كدا لوكال فشخ, المنظر كان مستفز.
يامين بالله العظيم انا لو لاقيت حد عامل كدا ف بيتى هجتله و اجطعه تجطيع و ارميه للكلاب -شرس انا- 
  يسوع اتنرفز فشخ تانى -مش عارف ليه مصرين ينرفزوه؟! :/- و راح قعد يزعقلهم و طيرلهم كل الحمام اللى كانوا بيبيعوه و قلبلهم البضاعة ف الأرض زى ما البلدية بتعمل..
وقالهم "بيتى بيت الصلاة يدعى و انتم جعلتوه مغارة لصوص -.-" وطردهم من الهيكل.

الهيكل بقى هادى و جميل و متشطب لوكس و ع المفتاح و جاهز للصلاة, بس تجار الدين بتوع اليهود اتضايقوا فشخ عشان كانوا بياخدوا أتاوى من البياعين مقابل البيع فى الهيكل... بيأجروه ولاد ال... خلاص عشان احنا ف ايام مفترجة. 

المسيح بعد كدا اخد التلاميذ و راحوا يعملوا شوبينج فى اورشاليم و طلعوا على البيت بالليل و كتبوا تويتس "هوم سويت هوم" و ناموا من الفرهدة. 
وكدا خلص يوم الإتنين. :)       
-------------------------------------
استنوا النهاردة بالليل التحديث و اللى حصل يوم التلات :)     
   

الخميس، 11 أبريل 2013

عذراء تحت القصف...

فى مشهد مُهيب وسط بكاء و نواح حزناً على دماء سالت, أقارب رحلوا و أحباء صاروا ذكريات, مع تصفيق أيادى تغير لونها إلى الوردى من اللطم, و زغاريط صادرة من حناجر مبحوحة من الصراخ, نظرات من عيون باكية و أخرى تملأها الدموع مشفقة.
 
فى بيت الإله و إلى محضره دخل موكب الشهداء الجدد.

مشهد صار إعتيادى بالنسبة له, ففى سنين حياته القليلة على الأرض تكرر هذا المشهد أمامه مرات كثيرة, لن يبكى هذه المرة و لن يغضب, لن يسب أو يلعن هذه الحياه فى تغريداته او فى بوست على فيس بوك, كل هذه صارت أشياء اعتاد عليها.


جنازة شعبية لقتلى الجهل, التخلف و العنصرية المتخفية فى عباءة الأديان...

"مصريون يشييعون قتلى مصريين ماتوا على يد مصريين فى جنازة يضربها مصريون أخرون" ممكن يكون مانشيت عظيم, هيكون مُخزى!

وسط شعب كفّن القانون و دفنه ف القبر مع جثث هربت منها روحها من شدة حرارة الحرق او من لسعة رصاصة غدر او خوفاً من الغرق فى نزيف حاد ناتج عن إغتصاب و قرأ عليه الفاتحة و صلّى عليه الجنّاز والغائِب, فى دولة الولا حاجة يموت فى اليوم ألف مرة ليعيش مرة واحدة, هذه الحقيقة التى تأتى عليه فيدركها من فترة إلى أخرى, حقيقة تذكره بمن يكون و كيف يعيش.

الكاتدرائية المرقسية بالعباسية و تعازى المعزيين فى الأحزان
لم تكن تلك المرة هى الأصعب او الأبشع, فقد كان قبلها العديد من المرات. 
عندما وقف فيها لتأبين شهداء نجع حمادى
و هناك أيضاً شهداء كنيسة القديسين
و عندما وقف صامتاً بداخلها لتأبين قتلى كنيسة مارمينا إمبابة
والأبشع كانت عندما نظر 28صندوق بداخلهم 28جثمان مشوه لشباب دهسوا بمدرعات جيش خائن.
فيها ودع رفيق كفاح لم يكن يعرفه, منها خرج "مينا دانيال" و لم يعُد.

واليوم, ينظر المشهد من جديد وكأن الأيام تعود عليه بسوادها, صناديق جديدة بأجسام جديدة خارجة من البوابة الرئيسية للكاتدرائية وسط  جموع تنوح و تصرخ قهراً لتقابل ف الشوارع المقابلة كلاباً تأكل لحوم البشر تزوم وقد أصابها العمى.  ومن هنا نبدأ.......

خرجت الجنازة الشعبية لتأبين و توديع قتلى أحداث الجهل و العنصرية و الطائفية فى أحداث الخصوص من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتواجه مصيرها من هجوم "بلطجية" من شوارع جانبية مقابلة للكاتدرائية,طوب و زجاج, ثم تطور الوضع بعد دقائق من بدء الإشتباك إلى قنابل مونة "يدوية" و الألعاب النارية, تحول المشهد من جنازة تهتف "يارب يارب" الى إشتباكات و تراشق بالحجارة و الزجاجات و فر و كر فى شارع رمسيس, وسط غياب أمنى مدبّر لأن مدرعات الداخلية و ناقلات جنود الأمن المركزى كانت متواجدة من صباح اليوم فى شارع أحمد سعيد الذى يبعد أمتار قليلة عن مكان الإشتباك, و بعد ساعة من تراشق بالحجارة و هجوم بقنابل المونا و الألعاب النارية وصلت أخيراً مدرعتين, فرحت الناس "الداخلية جاية تحمى الجنازة و الكنيسة اللى بتتضرب" هكذا سمعت من أحدهم...... ناس طيبين أوى يا خال.


بدأت الداخلية بضرب أول قنبلة غاز ناحية الجنازة... أه والله ناحية الجنازة.

طبعاً الجنازة كان فيها جميع الأعمار والناس نازلة بأطفالها وعيالها و كبار سن, اللى مكنش عارف يروّح او مش جايله قلب يسيب الناس تضرب و يمشي كانوا الشباب  بيدخلوه الكاتدرائية من الباب الخلفى, حصل تراشق بالحجارة بين جبهتين "مدرعات الداخلية و عساكر الأمن المركزى و معهم البلطجية" و ف الجبهة الأخرى "المشيّعِين للجثامين".


لم يتحمل حرقة حشاه من الغاز الذى كان يملأ الشوارع حول الكاتدرائية فجرى الى الباب الخلفى للكنيسة ليحتمى بها من الغاز و الخرطوش و الطوب و الزجاج..... هكذا فعل.

داخل كنيسته وجد عكس ماكان يتوقعه, الهادئة الوديعة المليئة بالروحانية التى تبعث فى داخله الراحة  والأمان, برائحة بخورها و رنة اجراسها و صوت ألحانها المعزوفة على الناقوس و التريانتو, مع صيحات التراتيل و الترانيم التى تتعالى فتشبع احتياجات حواسك الخمس و تصير فى محضر الكامل ترتوى من دفء حبه فترى نفسك طائراً فى ملكوت اخر وإذا بالسماء تمطر قنابل الغاز داخل ساحتها فتفزع ناس أبرياء تواجدوا ف المكان لتقديم العزاء او ربما صدفة, هكذا شاهد...

 أبرياء من مختلف الأعمار كبار سن و أمهات و أطفال رضّع يتم قصفهم داخل الكنيسة بقنابل غاز مسيل للدموع يسبب الإختناق و التشنج, ناس لايفقهون شيئ فى معنى "قنبلة الغاز" او كيف يتعاملون معها يقصفون بها و هم داخل بيت الله, هكذا صار الوضع و تحول المكان الروحانى الى أرض معركة بها خط نار و منطقة اختناق ومستشفيات ميدانية فى الخلف, مع كل المعارك التى خاضها فى سنين ثورته ضد الفساد و الظلم و القهر لم يكن ليتخيل يوم ان تختلط رائحة بخور أجساد القديسين بدخان الغاز لتجعله يستنفرها. 
لبضع دقائق وقف مزهول, ربما حزن لما يشاهده فى كنيسته الأم التى تربى طول حياته على حرمتها, او أم تجرى بطفلها تغير لون وجهه للأحمر من الإختناق, ربما أضحكه مظاهر جهل الناس بالتعامل مع قنبلة الغاز التى صارت كرفيقة كفاح له يحفظها كإسمه, ولكنه إستجمع تركيزه وأدرك انه فى "معركة".

بدأ بإستدعاء جنود الحرية و شهود الحق, من وهبوا حياتهم للدفاع عن الحق أينما وجد و أينما كان, الدفاع عن الإنسانية و الإنسان, هم من يناصرون المظلوم و يسندون المكسور, هم أبطال دفاع فى وقت الهجوم, يقفون كالأسود أمام كلاب تزوم, يحاربون تحت راية السلام, رافعين علامة النصر, هم الأجمل فى المشهد و الأعظم فى الصورة, عندما شاهدهم حوله ذاق طعم الوطن.

هكذا هم.....

 شارك فى ثورة شعبية, أمن بالقضية, ذاق يوماً طعم الحرية, عرف الشجاعة, شعر بالذل و المهانة, أدرك ظلم السجانة, صار يمشي فى سكة البحث عن وطن... لا, إنها سكة إستعادة الوطن, من أجل الأرض و الدم, الأرض فيها رائحته, فيها رائحة من أحبته, دفع ثمن بقاءه هنا, ثمن غالى لا يسترجع... ف يوم ما سيكون هنا, معنى الوطن.

لم يكن ينتظر يوماً ان يرى مشاهد كهذه, لم يكن يريد ان يرى أرواح تهدر على أيدى كلاب السلطة, لم يكن ينتظر زنازين فاتحة أبوابها لشعب, لم يريد يوماً ان يرى الحرية تذبح على يد الجهل, يوماً كامل مدنيين محاصرين فى بيت الله و تنزل عليهم زجاجات الملوتوف و قنابل الغاز و رصاصات الخرطوش, هكذا جعلوا شكل البلاد.

بأساليب حقيرة تنتهك الحريات و تمارس ضده العنصرية و الطائفية حتى يفقد الوطن و يكره الأرض, بقنوات تنشر جهلاً و كراهية فى نفوس شعبه ليفقدوه الشعور بالأمان, بشيوخ تهلل بإستباحة دماءه و عرضه, و بقساوسة يخافون خروجه من تحت جلبابهم, بشعارات يضحكون بها عليه, جاءوا فى أذنيه و هتفوا و هم يذبحوه "مسلم, مسيحى.... ايد واحدة" الهتاف الذى يسدوا به فمه عندما يتكلم بحقه.

 

يتذكر "مبارك شعبى مصر", يصرخ أين البركة يارب؟

يغلق عينيه  ليرى رفقاء الدرب..... يبتسم. :)

 

هكذا تكتمل الصورة.... صورة عذراء تحت القصف.

هكذا تكتمل الصورة.... صورة بلاد تعيش وراء الشمس.